ما هي أكثر الفئات العمرية المعرضة لخطر الموت بسبب فيروس كورونا؟

ما هي أكثر الفئات العمرية المعرضة لخطر الموت بسبب فيروس كورونا؟

المقدمة

مع انتشار فيروس كورونا في عدة ولايات أمريكية، اكد الخبراء أن الكثير من الأشخاص حتى عند التعرض لهذا الفيروس لن تكون لهم علائم خطيرة .

على الرغم من هذا الأمر لا يمكننا أن نقول بأن توجد هناك فئة خاصة أكثر استعدادا للإصابة

فيروس كوفيد 19 أيضا مثل الأنفلونزا الموسمية، يورط الكبار بالعمر أكثر خاصة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة .

على حسب أقوال البروفيسور " Nagendra Gupta"، أخصائي الأمراض الداخلية في مستشفى ميموريال‎ تكساس، بناء على جميع المعلومات و التي حصلنا عليها حتى الآن عن هذا المرض، سيصاب المتقدمين بالعمر و خاصة الفئة التي تعاني من أمراض مزمنة بنوع خطير من هذا المرض.

على حسب إحدى الدراسات الأخيرة التي تعتبر من ضمن الدراسات و البحوث الكاملة التي انتشرت حول فيروس كوفيد 19، نسبة الموت الناتج من هذا المرض تكون حوالي 15 في المئة لدى اشخاص فوق عمر 80 عام، في حال أن بصورة عامة احصائيات نسبة الموت لهذا الفيروس تكون حوالي 2 في المئة لدى سائر الأشخاص.

خطر كوفيد 19 بالنسبة للمسنين الذين يعانون من أمراض مزمنة  

على حسب دراسات التي طبعت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، نسبة اصابة أطفال دون عمر 10 سنوات تعادل 1 في المئة، في حال أن نسبة الإصابة لدى اشخاص في عمر 30 حتى 79 عام تعادل حوالي 90 في المئة من المصابين .

على حسب تقرير منظمة الصحة العالمية، ترتفع نسبة احتمال الموت الناتج من هذا المرض مع ارتفاع عمر الأشخاص، خاصة إذا كان الشخص يعاني من أمراض مزمنة أيضا.

على حسب أقوال الدكتورة نانسي مسونير، رئيسة مركز الوطني لحفظ الصحة و أمراض الجهاز التنفسي الأمريكي، على الرغم من أن يظهر هذا المرض في كثير من الحالات بشكل خفيف إلا أن التقارير الصين تظهر لنا أن 16 في المئة من حالات المرضية تكون شديدة جدا و علائمها خطيرة.

المسنين أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب أو مشاكل في الرئتين أو السكري أكثر عرضة للإصابة بنوع الخطير و الشديد من فيروس كوفيد 19 بنسبة مضاعفة بالمقارنة مع الشباب و الأشخاص الذين لا يعانون من هذه المشاكل .

تؤكد الدكتورة نانسي مسونير بأن المسنين الذين يستخدمون الأدوية لعلاج و السيطرة على الأمراض المزمنة التي يعانون منها، مثل أدوية ضغط الدم أو السكري، عليهم الإعتناء بصحتهم أكثر من قبل.

كيف نقلل من فرص الإصابة بفيروس كوفيد 19؟

إذا كنت انت أيضا من ضمن المتقدمين بعمر و تعيش في منطقة أو دولة نسبة انتشار المرض فيها عالية، عليك أن تتجنب خروج المنزل حتى الإمكان و تحد من التواصل و التعامل مع الأشخاص الذين أكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس .

أفضل خطة في هذه الظروف هي أن تبقوا في المنزل و لا تذهبوا إلى الأماكن المزدحمة و العامة.

الإلتزام بالمسافة الصحية مع بقية اشخاص المجتمع مؤثرة جدا للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس .

على حسب أقوال مراكز مكافحة الأمراض واتقائها، أفضل طريقة للوقاية من هذه المرض، الإبتعاد من مواجهة هذا الفيروس.

على حسب أقوال هذا المركز، يتشابه فيروس كوفيد 19، الأنفلونزا الموسمية من عدة جوانب. 70 حتى 85 في المئة من احصائيات الموت متعلقة بالأنفلونزا و أيضا 50 حتى 70 في المئة من حالات الرقود في المستشفى بسبب الإصابة بإنفلونزا، تتعلق بأشخاص فوق عمر 65 عام.  

لماذا تكون علائم فيروس كورونا شديدة لدى الرجال؟

على حسب أقوال العلماء، استجابات الجهاز المناعي أكثر قدرة لدى النساء و إضافة إلى هذا، في الصين نسبة كبيرة من الرجال من ضمن المدخنين .

على الرغم من أن الرجال و النساء في هذا البلد قد تعرضوا لهذا الفيروس بنسبة متساوية، لكن توصل العلماء إلى أن حتى الآن نسبة الموت بسبب فيروس كورونا لدى الرجال تعادل 2.8 في المئة و في حال أن هذه النسبة لدى النساء تعادل 1.7 في المئة.

أيضا في زمن انتشار فيروسات سارس و مرس اللتين من ضمن عائلة كورونا فايروس، أكثر الإصابات كانت موجة للرجال .

خلال عام 2003 في هونغ كونغ، على الرغم من أن نسبة النساء اللواتي تعرضن لفايروس مرس أكبر من الرجال لكن نسبة الموت لدى الرجال كانت اكثر من 50 في المئة بالمقارنة مع النساء.

32 في المئة من الرجال المصابين بـ"متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" التي حدثت بسبب فايروس مرس، فقدوا حياتهم و بالمقارنة مع هذه الإحصائيات، نسبة اصابة النساء كانت حوالي 25.8 في المئة.

طوال فترة انتشار فايروس أنفلونزا عام 1918، توفي أيضا عدد أكبر من الشباب بالمقارنة مع الشابات .

على حسب أقوال العلماء و الباحثين، توجد هناك مختلف الأسباب و العوامل التي لها دور في حدوث هذه الإحصائيات التي تكون بعضها بيولوجية و بعضها ترتبط بنمط و اسلوب حياة الرجال.

في الواقع، من الممكن أن نقول بأن الرجال أضعف من النساء من حيث استجابة الجهاز المناعي للعدوى و الإلتهابات.

على حسب الدراسات التي أجريت في هذا المجال، قدرة الجهاز المناعي لدى النساء بعد التلقيح أقوى أيضا مما يؤدي الأمر إلى مواجهة العوامل المسببة للمرض التي تعرضن له في الطفولة بشكل أفضل.

على حسب أقوال الباحثين، تشكل النساء حوالي 80 في المئة من عدد المصابين بأمراض المناعة الذاتية " تحدث هذه الأمراض بسبب التفاعل الزائد لجهاز المناعي".

غير معروفة حتى الآن لماذا استجابة الجهاز المناعي عند النساء أقوى و لاتزال هذه الأبحاث في المراحل الأولى . لكن إحدى الفرضيات هي أن قدرة الجهاز المناعي العالية لدى النساء، تساعدهن للإحتفاظ بطفلهن .

استلام هذه المضادات عن طريق حليب الأم، تساعد الطفل على مواجهة عوامل المرض بشكل أفضل خلال السنوات الأولى من حياته حيث لايزال الجهاز المناعي في حالة نمو.

ايضا وجود أسباب بيولوجية أخرى مثل هرمون استروجين النسوي أو حقيقة أن للإناث كروموسومين X، في حال أن للرجال كروموسوم واحد، أيضا قد يكون له دور بالنسبة لحفظ صحة الجهاز المناعي لدى النساء.

في الإختبارات التي أجريت على الفئران، فئران الذكور التي قد اصيبت بفيروس سارس تعرضت لنسبة عدوى أكبر بالمقارنة مع الإناث منها، و تزيد نسبة هذا الإختلاف مع نسبة التقدم بالعمر.

على الرغم من أن نسبة تعرض الفئران الذكور كانت أقل للإصابة بفيروس سارس إلا أن قد اصيبوا به و كانت استجابة الجهاز المناعي لديهم أضعف و كانت سرعة التخلص من هذا الفيروس لديهم أقل .

يقول الدكتور استنلي برلمن، بروفيسور علم الأحياء الدقيقة في جامعة آيوا الذي يعتبر الكاتب الأصلي لهذا البحث: تعرض ذكور الفئران إلى تلف اكبر في الرئتين و كانت نسبة الموت لديهم أكبر .

انتبه العلماء أن سترتفع نسبة الموت لدى هذه الفئران بعد منع افراز هرمون استروجين لدى الإناث من الفئران و أيضا بعد استئصال المبيضين، في حال أن منع افراز هرمون التستوسيترون لدى الفئران الذكور لم يحدث أي اختلاف.  

بإمكان هذا الموضوع أن يبين لنا اهمية دور هرمون استروجين في الإحتفاظ بصحة جهاز مناعة الجسم.

خطر تعرض المدخن لفيروس كورونا

يجب أن تتذكروا أن بإمكان العادات التي ترتبط بأسلوب الحياة الصحي أن يكون لها دور كبير في استجابات الجهاز المناعي تجاه مختلف أنواع العدوى الفيروسية لدى الرجال و النساء.

على سبيل المثال، الصين لديه أكبر عدد من المدخنين حول العالم و يصل عددهم إلى 316 ميليون شخص في الصين، أي ما يعادل ثلث عدد المدخنين حول العالم و 40 في المئة من استهلاك تبغ العالم .

لكن حوالي 2 في المئة من النساء في الصين تدخن سجائر، في حال أن اكثر من نصف رجال هذا البلد يدخنون.

من الممكن أن يؤدي استخدام مختلف أنواع منتجات التدخين، السيجارة الإلكترونية و مختلف أنواع المخدرات، إلى أمراض مزمنة للرئتين و تعرض الجسم لخطر استقبال فيروس كورونا.

يعتقد أخصائي أمراض المعدية بأن ترتفع نسبة ظهور علائم مرض ذات الرئة أو ارتفاع خطر هذا المرض، لدى جميع المدخنين.

على هذا الأساس، بإمكان المدخنين أيضا أن يكونوا من ضمن فئة المعرضين لخطر الإصابة بفيروس "كوفيد 19" مثل المسنين أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري، مشاكل القلب، ارتفاع ضغط الدم و مرضى الجهاز التنفسي.

حتى لو لم تكن السجائر من ضمن الأسباب الرئيسية للإصابة أو الموت الناتج من فيروس كورونا إلا أن يعتبر من ضمن الأسباب المؤدية للإصابة بهذا الفيروس، لأنها ترفع من نسبة خطر الإصابة بالعدوى و الإلتهابات الرئوية و أيضا تزيد من فترة علاج هذه العدوى و الإلتهابات.

أيضا الأطفال المعرضون لدخان السجائر، مستعدون للإصابة بعدوى و التهاب الرئة مثل "كوفيد19" .

البروفيسور" Chris Whitty "، أعلى مقام طبي في انجلترا أيضا يحذر بالنسبة لإستعداد المدخنين للإصابة بكورونا فايروس.

يقول هذا الباحث و الطبيب عند الإجابة على أسئلة اعضاء برلمان بريطانيا أن: يجب أن نقلق على المدخنين بالنسبة للكثير من الأمراض المعدية للجهاز التنفسي، بسبب أن لديهم جهاز مناعي أضعف بكثير.

على حسب الدراسة التي أجريت مؤخرا على عدد كبير من المصابين بفايروس كوفيد 19، يوجد هناك نسبة أكبر لإحتمال ظهور مضاعفات خطيرة و الموت بسبب هذا الفيروس بين المدخنين بالمقارنة مع غيرهم.

تبين لنا نتائج هذه الأبحاث التي أجريت على حوالي ثمانية ألف شخص و بواسطة علماء الصين و أمريكا أن تظهر علائم فيروس كورونا بشدة و خطورة أكبر ، فرصة الخطر لديهم كبيرة كما كان الأمر بالنسبة لإصابات فيروس سارس و مرس .

المرجع

What Older At-Risk People Should Know About the Coronavirus

Why the Coronavirus Seems to Hit Men Harder Than Women

Coronavirus' Top Targets: Smokers, Men, Seniors